كل ما يهمك معرفته عن شحن الأدوية: الإجراءات وأفضل الطرق والنصائح

من منا لا يحتاج إلى حبة مُسكنٍ بين الحين والآخر؟ وكم من الأشخاص الذين يحتاجون إلى تناول الأدوية بشكلٍ مُنتظمٍ؟

 لا يمكن لأحدٍ إنكار أهمية الأدوية في حياتنا، فهي قادرةٌ على إنقاذ حياة شخصٍ ما في حالة طوارئ، إلّا أنها بنفس الوقت يمكن أن تُشكّل خطرًا كبيرًا إذا ما تم استخدامها بشكلٍ خاطئٍ. 

يحتاج العديد من الأشخاص إلى شحن الأدوية التي يحتاجونها لأنفسهم أو حتى يقومون بإرسال الوصفات الطبية لأفراد أُسرتهم، وبالطبع هناك حاجةٌ ماسّةٌ لتواجد الأدوية واللقاحات والعلاجات المُختلفة في مختلف أنحاء العالم، ولذا يتمّ شحنها إلى الصيدليات والمستشفيات والعيادات الطبية.

لكن هل تتم عملية الشحن بسهولةٍ؟ وهل هي متوفرةٌ للأفراد والشركات والدول على حدٍّ سواء؟
يمكننا القول أنّ الأدوية تُعتبر سيفًا ذو حدّين نظرًا لأهميتها الشديدة وخطورتها بنفس الوقت، ولذلك فهي تخضع للعديد من القيود والقوانين الناظمة لعملية شحنها ونقلها سواءً محليًّا أم عالميًّا.

إذا كنت ترغب بشحن الأدوية أو تتساءل حول عملية شحنها، فسنقدم لك في هذا المقال ما تحتاج معرفته عن عملية شحن الأدوية والإجراءات المطلوبة وطُرُق الشحن. 

من الضروري أن نميّز بين شحن الأدوية للأفراد من أجل الاستخدام الشخصي وشحنها بكميّاتٍ كبيرةٍ لصالح مرافق طبيّةٍ ودواعٍ صحيّةٍ.

شحن الأدوية بالنسبة للأفراد

يمكنك شحن الأدوية التي تستلزم وصفةً طبيّةً محليًّا أو عالميًّا لكن بالطبع عليك الاتزام بالقواعد والقوانين وتطبيق جميع الإجراءات اللازمة. 

ما هي الوثائق المطلوبة؟ عليك تقديم اسمِ وعنوان الشركة المُصنعة للدواء ونُسخةٍ عن الوصفة الطبيّة الأصليّة.
ستحتاج أيضًا إلى ذكر الاستخدام المقصود للدواء، مع توضيح أنه من أجل الاستخدام الشخصي وليس للاستخدام التجاري.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تحتوي الفاتورة التجارية المُصاحبة للشُحنة على قائمةٍ بالمكونات الطبية، والاسم العام (أو الشائع) والعلمي للدواء.

هل هذا كلُّ شيء؟ لا! عليك أن تعلم عزيزي القارئ أن القوانين تختلف من بلدٍ لآخر؛ فما هو مسموحٌ في تركيا قد يُعدُّ ممنوعًا في كندا، ولذلك عليك أخذ وجهة الشحن بعين الاعتبار والبحث عن القوانين التي تضبط عملية شحن الأدوية التي تستلزم وصفةً طبيّةً؛ من أجل تجنب حصول أي خطأ قد يؤدي إلى منع دخول الدواء أو حتى تغريمك.

ما هي أنسب طريقةٍ من أجل شحن الأدوية؟

تُعتبر الأدوية من العناصر الخطرة والحساسة وتحتاج إلى تعاملٍ خاصٍّ في الشحن، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأدوية أن تكون عُرضةً للتلف بسرعةٍ، حيث تتأثر بشكلٍ كبيرٍ بدرجات الحرارة وتغيراتها، ولذلك أحد أفضل الطُرُق لشحن الأدوية هو الشحن الجوي نظرًا لسرعته.

عليك اختيار شركة شحنٍ مناسبةٍ من أجل شحن طردك، ولكن تأكد أولًا أنّ شركة الشحن تقبل نقل الأدوية التي تحتاج وصفاتٍ طبيّةٍ.

كيف يمكنك فعل ذلك؟ ببساطة يمكنك القيام بزيارة موقع شركة الشحن والاطلاع جيّدًا على القواعد والقوانين التي تنطبق على بلدك، والتأكد من أنّ شُحنتك لا تُعدُّ من المواد المحظورة ومعرفة الرموز الموصوفة في تنظيم عملية شحن الأدوية.

كيف تجهز الدواء من أجل الشحن؟

• ابدأ بلفّ عبوات الأدوية باستخدام غلاف الفقاعات.
• قم بتغطية العبوة الأصلية بالكامل وثبتها بشريطٍ لاصقٍ.
• يمكنك أيضًا وضعها في كيسٍ بلاستيكيّ من أجل حمايةٍ أكبر في حال حدوث تسريب.
• ضع الدواء في الصندوق واحرص على إحاطته بمواد توسيدٍ وتبطينٍ.
• أغلق الصندوق بإحكامٍ وقم بتسميته مع وضع الرموز والمُلصقات اللازمة والضرورية بشكلٍ واضح (مثل قابل للكسر/ خطر).
•  افصل بين الأدوية و لا تحاول توفير مساحةٍ عن طريق خلط الأدوية المختلفة في مستوعبٍ واحدٍ. يجب أن يبقى كلّ دواءٍ في عبوته الأصلية، ويجب تمييز كلّ حاويةٍ بوضوحٍ باسمك واسم طبيبك وتعليمات الجرعة وأي معلوماتٍ أخرى ذات صلة.

شحن الأدوية بالنسبة للشركات الطبيّة لصالح المشافي والمراكز الطبية وغيرها

يختلف شحن الأدوية بالنسبة للأفراد عن شحنها لصالح الشركات بشكلٍ كبيرٍ، فهنا يتمّ شحن كميّاتٍ هائلةٍ من المستحضرات الطبية من أجل المستشفيات والصيدليات والمراكز الطبيّة والعيادات.

قد يؤثر هذا الأمر على حياة الكثير من الناس بشكلٍ مُباشرٍ، وأكبر مثالٍ على ذلك الأثر الذي أحدثه فيروس كوفيد 19، وكيف لا تزال عملية شحن اللقاحات جاريةً في العالم حتى تشمل كل البلدان.

بالطبع تخضع أيضًا شُحنات الأدوية لصالح الشركات إلى قوانين وقواعد صارمةٍ، تختلف من بلدٍ لآخر وتتأثر بالاتفاقيات الاقتصادية بين البلدان أيضًا.

كما ذكرنا سابقًا، يتطلب شحن الأدوية مستوى عاليًا من الخبرة لنقلها بأمانٍ من المصنع إلى نقطة التسليم، حيث يجب الحفاظ على سلامة المُنتج الدوائي وجودته وتعمل صناعة الأدوية في ظلّ لوائح صارمةٍ. 

الأدوية حساسةٌ جدًا حيث يمكن أن يؤدي أدنى اختلافٍ في درجة الحرارة أو الرطوبة إلى تعريض صحة الأشخاص للخطر؛ وليس ذلك فقط، بل هي باهظة الثمن أيضًا ويمكن أن تُكبد شركات الأدوية خسائرً تُقدر بالملايين.

كيف يتمّ نقل هذه الشُحنات العملاقة؟

تَسبب فيروس كوفيد 19 في ظهور مجموعةٍ جديدةٍ من التحديات من أجل توصيل الأدوية واللقاحات، فقد فرض الوباء الكثير من الضغط على شركات الشحن، الأمر الذي أدى إلى ظهور ما يُدعى بسلسلة التبريد.

فما هي هذه السلسلة؟ يُعدّ التحكم في درجة حرارة المُستحضرات الدوائية أمرًا مفتاحيًّا، وهذا ما تُقدّمه سلسلة التبريد، حيث يتمّ استخدام حاوياتٍ مُبرّدةٍ تنقل الأدوية من المصنع إلى وجهتها سواءً جوًّا أو برًّا أو بحرًا، ويمكن نقل أضعاف الشُحنات عبر النقل البحري مُقارنةً بالطُرُق الجويّة أو البريّة. 

ختامًا، ليست عملية شحن الأدوية أمرًا سهلًا يمكن لأي أحدٍ القيام به بل هي عمليةٌ منظمةٌ تخضع للعديد من القوانين وتحتاج تعاملًا خاصًّا.

المصادر: 1 – 2 – 3 – 4 – 5