ما هو الفرق بين التعبئة والتغليف؟

التّعبئة والتغليف، مصطلحان شائعان جدًّا في عالم نقل البضائع وشحنها، إلّا أنّ التفريق بينهما قد يكون مُربكًا للبعض وهو أمرٌ مفهومٌ تمامًا.

عند التفكير بالتّعبئة والتّغليف يصلنا معنى واحد هو توضيب المنتجات وحزمها، إلّا أنّ هذا الكلام ليس دقيقًا بالكامل، فبالرّغم من أنّ المصطلحين متشابهان جدًّا وكلاهما جزءٌ مهمٌّ من عمليّة الشحن الدّولي والبيع بالتجزئة، إلّا أنّ هناك فروقاتٌ بسيطةٌ لكن جوهريّةٌ ما بين الاثنين.

سنُحدثكم اليوم عن الفرق بين التّعبئة والتّغليف نظرًا لوجود اختلافاتٍ جوهريّةٍ بينهما، ناهيكم عن دخول هذين المُصطلحين إلى حياتنا اليوميّة وهذا ما يستدعي مُناقشة هذا الموضوع لتجنب حدوث لغطٍ عند التعامل معهما في أيّ مجالٍ كان.

 ما هي التّعبئة؟

يُمكن تعريف التّعبئة على أنّها عمليّة تصميم وإنتاج صندوقٍ أو حاويةٍ مُناسبةٍ للمنتج أو البضائع من أجل نقلها وتخزينها.

 هناك الكثير من الطرق التي تُستخدم في التّعبئة منها: الختم، واللّف، وتضمين مواد تمتصّ الصّدمات أو جعل البضائع مقاومةً للعوامل الخارجيّة ولاسيّما الماء، ومن هذا التّعريف البسيط نستخلص أنّ الهدف الأساسيّ للتّعبئة هو حماية البضائع والمنتجات من أي نوعٍ من الضّرر والتّلف.

هُناك العديد من المواد التي يُمكن استخدامها من أجل إنجاز عمليّة التّعبئة ومنها الغلاف البلاستيكي الحاوي على فقاعاتٍ هوائيّةٍ، والسّيلوفان والفلّين أو الإسفنج.

ما هي أهميّة التّعبئة؟

الهدف الأساسيّ من التّعبئة هو استخدام المواد التي ذكرناها سابقًا من أجل حماية البضائع والمنتجات لضمان وصولها إلى الزبون أو بائع التّجزئة دون أي ضررٍ أو تلفٍ يُذكر، ومن المهمّ جدًّا أن ننوّه إلى أنّ وقوع الضّرر خلال عملية شحن البضائع هو أمرٌ واردٌ جدًّا، ومن هنا نستنتج أهميّة التّعبئة قبل بدء عمليّة النقل، لاسيّما في حالة نقل البضائع الحساسّة التي يجب أن تُنقل بعنايةٍ شديدةٍ.

وبهذا من المُمكن أن تُقلّل التّعبئة من الخسائر التي قد تقع في حال حدوث خللٍ ما، وبالتالي تُجنبك الكثير من المشاكل سواءً مع البائع أو الزّبون اللذان سيُطالبانك بتعويضٍ في حال حدوث هذا السيناريو.

تتعلّق التّعبئة بشكلٍ كاملٍ بعمليّة النّقل فقط، وهدفها الرئيسي هو حماية البضائع وضمان حصول عمليّة النقل أو التخزين بطريقةٍ آمنةٍ، إلّا أن مُصطلح التّعبئة قد تجاوز عالم شحن البضائع ووصل إلى حياتنا اليوميّة، فهل سبق لك أن قمت بنقل أثاث منزلك إلى منزل جديد؟ إذ تُعتبر هذه العمليّة مثالًا واضحًا على التّعبئة.

ما هو التّغليف إذًا؟

بالرّغم من كون التّغليف أحد عناصر التعبئة إلّا أنّ أهميّته تتجاوز عمليّة النّقل والتخزين وتؤثّر على الزّبون مباشرةً، فالتّغليف هو عمليّة تصميم وإنتاج عبوةٍ أو غلافٍ معيّنٍ ليحتوي المُنتج ويصبح جاهزاً لعمليّة التخزين والنّقل أو البيع إلى المُستهلك.

بكلماتٍ أُخرى، يُحقّق التّغليف هدفين أساسيّين الأول حماية المنتج من الضّرر، والثاني وهو الهدف الرئيسيّ هو جذب المستهلك من خلال تصميمٍ جذّابٍ للغلاف وبالتّالي زيادة مبيعات هذا المُنتج.

ينقسمُ التّغليف إلى ثلاثة أنوعٍ رئيسيّةٍ:

• التّغليف الأوليّ:

وهو نوعُ التّغليف الذي يستهدف الزبون بشكلٍ مُباشرٍ إذ يعتمدُ المسوّقون على التّغليف الأوليّ من أجل جذب الزبائن وزيادة المبيعات، وهو التّغليف الذي يحمي المُنتج ويزوّد المُستهلك أو بائع التّجزئة بالمعلومات الأساسيّة عنه.

خُذ زجاجات المشروبات مثالًا على التّغليف الأوليّ، فالزجاجة تحمل المشروب وتحميه في حين يَترك المُلصق انطباعًا لدى المُشتري ويزوّده بالمعلومات الهامّة ع المُنتج.

• التّغليف الثانويّ:

يُستخدم هذ التغليف من أجل نقل البضائع من مكانٍ إلى آخر، وهدفه الأساسيّ عرض العلامة التّجاريّة بالإضافة إلى المُساعدة في عمليّة النّقل، وهو أكثر شيوعًا في مجال تغليف الأطعمة والمشروبات.

•  التغليف الثالثيّ:

يهدف هذا التّغليف إلى حماية المُنتجات من الضّرر دون أي علاقةٍ مُباشرةٍ مع الزّبون أو بائع التّجزئة، ومثالًا على التّغليف الثّالثي صناديق الجعة والتيي غالبًا ما تكون مصنوعةً من موادّ متينةٍ كالورق المُقوّى.

ما هي أهميّة التّغليف؟

يُعتبر التغليف وسيلةً أساسيّةً من وسائل التّسويق وزيادة المبيعات، إذ يعتمدُ على قواعد معيّنةٍ من أجل تأسيس علاقةٍ ما بين المُنتج والزبون الذي سيتخذ قراره بشراء المنتج بناءً على أسلوب ومظهر التّغليف.

يُساهم التغليف الجيّد في تحسين العلامة التّجاريّة للشركة كونه يُعتبر أداة التواصل الأساسيّة مع المُستهلك وبهذا من الممكن أن يكون التغليف علامةً فارقةً لهذه الشّركة دونًا عن غيرها، لاسيما مع وجود مئات الشركات التي تُقدم نفس المنتج متنافسةً فيما بينها على نفس العدد من الزّبائن.

وبالرّغم من أن الهدف الأساسيّ للتغليف هو جذب المستهلك وتسويق المنتج إلّا أنّه يُساهم أيضًا في حماية المُنتجات من الضرر منذ لحظة الإنتاج إلى أن تصل ليدّ المستهلك.

مصادر: 1 – 2 – 3