ماهي السفن ذاتية القيادة؟ وهل دخلت مجال الملاحة البحرية؟

لم يُغفِل تطوّر تكنولوجيا المواصلات ونُظُم القيادة المتسارع تلك البحريّة منها، فكما تستحوذ السيّارات بلا سائق والطائرات بلا طيّار على اهتمام الجميع، كان لابدّ من ازدياد الاهتمام بفكرة السفن ذاتية القيادة، حيث أنّ السُفُن لها مكانتها الراسخة في عالم التجارة والشحن العالميّ باعتبار أنّ معظم كوكبنا عبارةٌ عن بحار، وبما أنّ قدرة الطائرات على استيعاب الشحنات ضخمة الحجم والوزن محدودةٌ ومُكلفة، كان تطوّر عالم السُّفن والملاحة البحرية واتجاهه نحو تكنولوجبا السفن ذاتية القيادة ضرورةً حقيقيّة.

ما هي السفن ذاتية القيادة؟ 

السفن ذاتية القيادة

هي السفن التي تعبُر البحار دون رُبّانٍ أو طاقمٍ أو أيّ وجودٍ إنسانيّ على متنها، وذلك عن طريق تكنولوجيا القيادة الذاتية التي تعتمد على أجهزة الاستشعار والرادارات والكاميرات عالية الدقّة، بالإضافةِ إلى تقنية التصوير الحراري والسونار التي تمنح نظام قيادة السفينة بياناتٍ بغاية الدقّة والأهميّة؛ لتسيير المركبة بأمانٍ وسلامةٍ وبأقلّ الخسائر الممكنة.

يوجد العديد من الأنماط التي تعتمد على تكنولوجيا القيادة الذاتية: كالسفن جزئية القيادة والتي تتضمّن طاقمًا صغيرًا، و السفن ذاتية القيادة بالكامل والتي لا تحتاج لأي تواجدٍ إنساني، وتلك التي يتمّ التحكّم بها و مراقبتها عن بُعد.

مهتمّ بخدماتنا؟

أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.

    حددّ الخدمة المطلوبة

    لم تجد الخدمة المطلوبة في القائمة؟ تحقق من الموقع لاحقاً، نعمل على إضافة المزيد من المناطق المدعومة في الوقت الحالي.

    البلد

    هل دخلت السفن ذاتية القيادة مجال الملاحة البحريّة؟ وما هي التحدّيات المتعلّقة بذلك؟

    السفن ذاتية القيادة

    إن لم يكن الجواب هو نعم، فسيكون  في القريب العاجل.

    تعمل المنظمة البحرية الدولية – MASS منذ عام 2017 لضمان التشغيل الآمن والمنظّم للسفن البحرية ذاتيّة القيادة، حيث تتقدم أتمتة هذه السفن دون عوائق، على الرغم من الحاجة إلى مزيدٍ من التطوّرات التكنولوجية والتنظيمية على حدٍّ سواء، للوصول إلى المرحلة النهائية التي تكون فيها السفن ذاتية القيادة حرةً و مُجهزةً للإبحار دون وجودِ شخصٍ واحدٍ على متنها.

    في يونيو 2019، وافقت لجنة السلامة البحرية التابعة للمنظمة البحرية الدولية – IMO على إرشاداتٍ مؤقتةٍ لاختبار السفن ذاتية القيادة، في حين أنشأت النرويج اختبارًا في Horten Fjord وبدأت العديد من الشركات الدولية العمل في مشاريع تجريبية.

    ومن أبرز السفن ذاتية القيادة التي تمّ أو يتمّ العمل عليها:

    1. سفينة Yara Birkeland: وهي سفينة حاوياتٍ نرويجية مزودةٌ بتقنية Kongsberg، والتي تَسبّب فيروس كورونا في تعطيل عمليّة تطويرها.
    2. سفينة Eidsvaag Pioneer: وهي سفينةٌ تعمل قبالة الساحل النرويجي تحمل أعلافًا للاستزراع المائي (سيتم تشغيلها ذاتيًّا من خلال مبادرة Autoship الأوروبية).
    3. سفينة Mayflower: وهي سفينةٌ مستقلةٌ طورتها شركة IBM و Promare، والتي حاولت عبور المحيط الأطلسي مسترشدةً بالذكاء الاصطناعي خلال يونيو الماضي، و أعيدت بعد ثلاثة أيّامٍ بسبب عطلٍ ما، ولكنّها ستعاود المحاولة في العام القادم.

    لكن على ما يبدو أن التحدّيات التكنولوجيّة والتقنيّة ليست العقبة الوحيدة في وجه تفعيل دور السفن هذه، حيث تواجه ثورة السفن ذاتية القيادة تحدّياتٍ قانونيّة كثيرة لا يبدو أنّ حلولها ستكون واضحةً قبل 2030، فعدم وجود طاقمٍ أو رُبّانٍ سيجعل المسؤولية تائهةً بين الشركات المصنّعة والمبرمجة وغيرها.

    بالإضافة إلى ذلك تتصاعد المخاطر من مشكلات القرصنة الإلكترونيّة التي من شأنها أن تُحدث فوضى عارمة و تتسبّب بخسائر كبيرة.

    لذلك يبدو أنّ القريب العاجل سيمتدّ قليلًا إلى حين إيجاد الطُّرق و الوسائل لحلّ هذه العقبات.

    ما أهم ثلاثة مجالات ستوثّر بها السفن ذاتية القيادة 

    السفن ذاتية القيادة

    التكلفة

    يمكن أن تُمثل النفقات المتعلقة بالطّاقم ما يصل إلى 30٪ من تكلفة الرحلة البحريّة، فبدون المساحة والوزن المخصصين للطاقم، والمؤن، والمرافق الأُخرى، تكون السفن ذاتية القيادة أخفّ وزناً، وتُستخدم المساحة بشكلٍ أكثر كفاءة، فتحتاج تكلفةً أقلّ مع امتلاك القدرة على نقل بضائع أكثر.

    على الرغم من أن السفن يمكن أن تكون ذاتيّة القيادة ومستقلّة تمامًا، فقد تم تصميم العديد من أنظمة القيادة الذاتيّة بحيث يمكن التحكم بها من الشاطئ، والتي من الممكن أن توفر الكثير من تكاليف إمدادات الطّاقم والوقود والمساحة.

    السلامة

    نظرًا لأن الخطأ البشري يتسبب في ما يصل إلى 96٪ من الحوادث البحرية – في أغلب الأحيان بسبب الإرهاق – فإن السفن ذاتية القيادة لديها إمكاناتٌ كبيرةٌ متعلّقةٌ بتقليل نسب الحوادث المتعلقة بالشحن.

     مع التقنيات المتطوّرة لأجهزة استشعار السفن، والمساعدة التجريبية، وأنظمة التنبيه ضد الاصطدام، فإن نُظم القيادة الذاتيّة لديها القدرة على تقليل المخاطر وحماية الحياة البشريّة للطاقم.

    ستسمح السفن ذاتية القيادة بحمايةٍ أوسع للموارد البحرية واستجابةٍ أسرع لأي أنشطةٍ غير مشروعةٍ.

    الطّاقة

    يتم نقل حوالي 1.68 مليار طن من البضائع كل عام عبر 998 مليار طن-ميل. قُدرت قيمة سوق السفن المستقلة بنحو 85 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى 165 مليار دولار في غضون 10 سنوات.
    نظرًا إلى أنّ الشحن البحري مسؤولٌ حاليًا عن ما يصل إلى 3 ٪ من الانبعاثات العالمية، فإن السفن ذاتية القيادة لديها القدرة على تقليل هذه الانبعاثات باعتبارها أخف وزنًا وتحتاج وقودًا أقلّ، مما يقلل من التأثير السيّء للانبعاثات في جميع أنحاء العالم.

    قد تُمهد سفينة Yara Birkeland -وهي أول سفينةٍ تعمل بالكهرباء بالكامل ودون انبعاثات- الطريق أيضًا لتقليل الانبعاثات التي لا مفرّ منها حاليًا في الرحلات الطويلة. 

    إنّ تبنّي تكنولوجيا السفن ذاتية القيادة وغيرها من الآليّات المستخدمة في صناعات الشحن البحريّ كقاطرات الموانئ والغواصات، قد يؤدّي إلى الحدّ بشكلٍ كبيرٍ من الانبعاثات والتلوّث المُلحق بكوكبنا، بالإضافة إلى الإيجابيّات الأُخرى كزيادة السلامة وعدم الاضطرار للمخاطرة بالأرواح، وخفض تكاليف عمليّات الشحن البحريّ بشكلٍ ملحوظ، مما يجعل عالم التّجارة و النّقل البحريّ يتطلّع بفارغ الصّبر إلى الوقت الذي تصبح فيه السفن ذاتية القيادة عنصرًا أساسيًّا واقعيًّا من عمليّات الشحن البحريّ.

    مهتمّ بخدماتنا؟

    أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.

      حددّ الخدمة المطلوبة

      لم تجد الخدمة المطلوبة في القائمة؟ تحقق من الموقع لاحقاً، نعمل على إضافة المزيد من المناطق المدعومة في الوقت الحالي.

      البلد

      شارك

      اترك ردّاً

      لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *